متابعات: فنون24
ولد سيد خليفة في عام 1931م، في قرية الدبيبة بشرق النيل بولاية الخرطوم بالقرب من أم ضواَ بان بالسودان، واسمه بالكامل هو سيد محمد الخليفة الأمين. نشأ في بيئة دينية تعني بالإنشاد الديني والمدائح النبوية. كان أبوه مادحاً للنبي محمد.
بدأ تعليمه كالكثيرين من أبناء وبنات جيله في خلوة بقريته حيث درس فيها مبادئ الكتابة والقراءة وحفظ سور القرآن وتلقى تعليمه الابتدائي بمدارس المرحلة الأولية في قرية الدبيبة ومدينة العيلفون القريبة من العاصمة الخرطوم.
وفي عام 1951م أرسله والده إلى مصر ليدرس العلوم الدينية في الأزهر الشريف بالقاهرة ولكنه آثر دراسة الموسيقى بمعهد فؤاد الأول للموسيقى ثم المعهد العالي للموسيقى العربية في القاهرة وتخرج فيه عام 1958م وأصبح بعدها مطرباً دارساً للموسيقى.
أسلوبه الغنائي وموسيقاه
بداياته الفنية
يقول سيد خليفة عن تلك الفترة: «شهرتي الفنية في مصر سبقت شهرتي في السودان، وعندما عدت إلى الخرطوم وأردت الغناء من إذاعة أم درمان، فإن مدير الإذاعة السودانية آنذاك متولي عيد طلب اتباع إجراءات إجازة الأصوات الجديدة، وقد خضعت لها بدون تردد، ونجحت وهنأني مدير الإذاعة السودانية وبعدها سُمح لي بالغناء، ولكن كانت هناك خطوة أخرى هامة وهي الجمهور السوداني، فبدون انتزاع تصفيقه وإعجابه فلا شهادة اعتراف».
لقد كان الوقوف امام الجمهور السوداني بالنسبة له أصعب اختبار آنذاك، فالجمهور المصري رحّب به في القاهرة، لأنهم هنالك كما قال، يحبون ويشجعون كل ما هو سوداني، وكان سيد خليفة آنذاك أول فنان سوداني يغني أمامهم ويقدم إليهم لوناً جديدا تمثل في أغنية « المامبو ده سوداني». ووفقاً له فإن الجمهور السوداني الذي اعتاد على أصوات فنانين كبار كأحمد المصطفى وإبراهيم الكاشف وحسن عطية، لا يبدي إعجابه بسهولة. يقول سيد خليفة «عندما لاحظ الفنان أحمد المصطفى، وهو صديقي وقريبي، قلقي أخذ في تشجيعي وتأكيد قناعته بأني أملك الموهبة والصوت والحضور، ولا بد من الثبات أمام الجمهور لتحقيق النجاح وقد كان ذلك والحمد لله».
عُرف سيد خليفه بتنوع ألوان فنه وأغانيه من حيث النص واللحن واللون الموسيقى وتشكلت مجموعة أغانيه من أغاني الرومانسية والأغاني الوطنية خاصة في فترة الرئيس جعفر نميري وأغاني التراث.
ومن أغانيه الوطنية (يا وطني يا بلد أحبابي) و(الخرطوم). وغنى للرئيس جعفر نميري عندما كان هذا الأخير يتمتع بشعبية أغنية (شدولك ركب فوق مهرك الجماح) و(بالملايين قلناها نعم).
كان سيد خليفة يلحن أغانيه ويضع موسيقاها بنفسه ولكنه تعامل أيضاً مع عدد من الملحنين والموسيقيين السودانيين منهم إسماعيل عبد المعين وبرعي محمد دفع الله وبشير عباس وعلي مكي. واستخدم إيقاع السيرة كما في أغنية (نانا) وهي أغنية غزلية راقصة. وعرف أيضا بإظهار تفاعله مع أغانيه أثناء الأداء، فيبدي الحزن أو السرور في قسمات وجهه تبعا لمسار الأغنية واشتهر أيضاً بحركاته الراقصة والعفوية أثناء ادائه الغنائي.
كذلك درج سيد خليفة على جذب الجمهور خارج السودان من خلال استخدام اللغات المحلية عند أداء بعض أغنياته وعادة ما يستهل حفلاته بأغنية «أزايكم كيفنكم (…) يا ناس أنا ما غريب أنا منكم» ويترجم بعض مقاطعها. ففي منطقة الخليج يقول: «إزيكم..إيش لونكم» وفي أديس أبابا يقول «إندمن نانتشو» باللغة الأمهرية. كما كان ردد باللعة ذاتها أغنيات محلية مثل (ألمازمي ندالو).
وكان يختم حفلاته بأغنية يطلب من الجميع ترديدها معه وهي، «اودعكم أفارقكم لا لا مابقدر أودع كيف افارق كيف.. أودعكم.. لا ما بودعكم» ويظل يكررها بصوت حزين
يتبع …